الأسبوع الثالث

موادّ الأسبوع الثالث

“ما أخذ بالقوّة لا يستردّ إلّا بالقوّة”

جمال عبد الناصر – ثائر ورئيس مصريّ

لنعد قراءة المقولة أعلاه، فأنا قد تؤخذ مني درّاجة هوائية بالقوة ثم أدفع مالا لاستردادها، فهل تكون المقولة صحيحة في هذه الحالة؟

لنتساءل أوّلا:

  • الذي وصلت به حاجته إلى ما عندك أن يستخدم القوّة ليأخذه، لماذا سيعيده لك طوعا؟
  • هل القوّة هي العنف فقط؟
  • إذا أخذ منك شيء بالقوّة فهل تكون المسألة حصرا هي الشيء المأخوذ أم أنّه ثمّة شيء معنويّ أو مادّيّ آخر فقد معه؟
  • ما السبيل إلى استرداد الشيء المادّيّ إذًا؟ وما السبيل إلى استرداد الشيء المعنويّ أو الماديّ الذي فقد معه؟
  • ما السبيل إلى ضمان عدم تكرار التجربة هذه؟

إذا كنت ناقشت الأسئلة السابقة، فأنت الآن تعلم لماذا قال الرئيس المصريّ هذه المقولة، وما الذي كان يعنيه بها. وهو داعم حركات التحرر العربية، والإفريقية، والعالمية، الذي قال فيه رئيس فنزويلا الراحل أوغو تشافيز متحدّثا عن نفسه: أنا ناصريّ.

من المتوقّع أن يناقش اللاعنفيّون ضد هذه المقولة، مستشهدين بغاندي ومارتن لوثر كينغ ونيلسون مانديلا، وهنا نوصي بالبحث في التاريخ بصورة أوضح، ونزكّي هذه المحاضرة للدكتور خالد عودة الله من فلسطين.

لخّص المحاضرة في محاور ومقولات رئيسة.

فلنكتب تأمّلات وأصداء حول المحاضرة، وربّما أسئلة تستحق البحث فيها.

لتكن بعض هذه الأسئلة عن حقيقة الثورات وحركات التحرّر في العالم، وهل سبق أن تراجع معتدٍ عن عدوانه بالإقناع؟

نستطيع مراجعة نماذج التحرّر المشهورة، وفحص دور العنف فيها، كذلك يمكن اختبار معرفتنا بمحاولة تصنيف حركات تحرر أخرى داخل هذه النماذج أو في نماذج جديدة أقل تكرارا.

يستدعي الكلام عن الدور الإيجابي للعنف، والعنف الكامن في الخطاب اللاعنفي سؤالا ضروريّا، أو أسئلة:

ما هي آثار العنف الذي نمارسه في سبيل رفع الظلم علينا نحن؟ هل مرّ في التاريخ حالات يسيطر فيها العنف على المشهد لدرجة أنّه يصبح غاية لذاته؟ ما أهمّيّة المكوّنات غير العنيفة (الفكرية والإقناعيّة مثلا) في الثورات العنيفة؟ ماذا عن الحركات السياسية التي لم يكن لها أرضية فكرية تنطلق منها كالربيع العربي؟

هذه المادّة كتبت تفاعلا مع حملة ليبرالية متصهينة لإدانة حركة المقاومة العربية في فلسطين أثناء إحدى المعارك، لنقرأها بوصفها مثالا على ضرورة المكوّن الفكري:

لا بدّ من الإشارة إلى مفهوم متعلّق بما أخذ منّا نحن العرب باحتلال فلسطين، وهو مفهوم طرحه هايدغر فلسفيا على المستوى الفرديّ، ووسّعه الجيوسياسيّ الروسيّ ألكساندر دوغين ليكون حول الأمم، ألا وهو “دازين” أو “داسين” أي الوجود بمتطلّباته الكاملة، أو ما يمكن تسميته بالعربية الحضور.

اعمل بحثك عن المفهوم عند هايدغر وعند دوغين، وناقش الفقرة الآتية:

العرب منذ مدّة طويلة لم يحقّقوا هذا الحضور على الساحة العالمية، أي لم يكن لهم حضور تاريخيّ في الزمن المضارع، وهذا بسبب” التقسيم والاحتلال والفقر والاستبداد والاستتباع، وهذا أدّى إلى النكوص إلى لحظات أخرى في التاريخ كان للأمة مثل هذا الحضور، وهذا من أسباب الماضويّة التي نعيشها، وكوننا نعيش ذهنيا في زمن سابق.”

في ظلّ الفقرة السابقة لنا أن نسأل:

  • إن كانت الثورات نجحت في كبح آلة القتل الاستعمارية فهل حقّق أيّ منها حضورا راهنا لأي من هذه الأمم؟
  • ما هي الأمم التي نستطيع أن نقول إنّها حققت حضورا راهنا؟
  • ما المسيرة التي خاضتها الصين في سبيل تحقيق مكانتها في العالم اليوم؟
  • ما مظاهر الماضوية في واقعنا؟

الآن، ما هي الخطوات العملية التي علينا أن نأخذها فرديّا وجماعيّا في سبيل تحقيق حضور تاريخي راهن لأمّتنا؟

ما هي الخطوات العمليّة لتحرير فلسطين ولتحقيق الوحدة والنهضة، واستكمال مسيرة تحرر البلاد التي دحرت المستعمر منذ زمن؟

كيف نضمن عدم عودة المستعمر بثوب آخر بعد مدّة؟ هل عاد؟

هذه أسئلة نطرحها للتفكير وستكون موضوع الجلسة المقبلة.