الأسبوع الأوّل
موادّ الأسبوع الأوّل
“لماذا احتلّت فلسطين؟”
مقدّمة
السؤال أعلاه لماذا، لا كيف، ولذلك علينا أن نرى الفرضيّات الموجودة حول هذا الأمر.
التفسيرات المشهورة:
التفسير اليهودي: ثمّة مجموعة تشترك في الديانة (وبناء على مقولاتها هي تشترك في النسب أيضًا) وهي أبناء الديانة اليهودية، تعتقد بوجود وعد إلهي بمنح جزء من الأرض العربيّة لهم، وهم يحاولون “العودة” إليها.
التفسير الإسلاموي: قضى الله على بني إسرائيل أن يفسدوا في الأرض مرّتين وهذه هي الثانية.
التفسير الإنجيليكاني: قيام الدولة اليهودية شرط لعودة المسيح.
التفسير الاضطهاديّ: اضطُهد اليهود حول العالم، وهم يريدون تأسيس دولة لهم، من أجل مصلحتهم الجماعيّة ومصالحهم الفرديّة.
فهل هذه التفسيرات كافية؟ وما الأمور التي تحول دون تصديقها عند بعض الناس؟
لا بدّ أنّ المعارف الأخرى تؤثّر على قراءتنا للتاريخ. تخيّل أن تزور موقعًا أثريًّا مع معماريّ متخصّص في المساحات وفي كيفيّة حياة الناس فيها، فهل تتساوى قراءة المعماريّ العالم بشروط ذلك الزمن، وبحاجات الإنسان فيه، لهذه المساحة الأثريّة مع قراءة شخص غير متعلّم لها؟ الإجابة: لا. وهذا لأنّ المعارف المتّصلة تؤثّر على قراءة التاريخ.
ومن هذه المعارف الضروريّة للإجابة عن هذا السؤال ما سنمّر عليه.
قرّرنا أن نبدأ بمفهوم الكولونياليّة، أو ما يسمّى “الاستعمار”، لنضع احتلال فلسطين ضمن سياقه التاريخيّ.
1
علاقة احتلال فلسطين بالحقبة الاستعماريّة واضحة جدًّا من حيث التزامن، ولذلك إذا أردنا أن نفهم القضيّة العربية في فلسطين فلا بدّ أن نفهم الحقبة الاستعماريّة. ولشرح هذه الحقبة لا أجد أفضل من فكرة تخيّل أن تنعزل عن البشر كما فعل هينري ثيرو في غابة بحيرة والدن. هكذا حسب وصف ثيرو في كتابه (والدن من وحي الغابة)، فإنّ درجة الرفاهية ستقلّ كثيرا، لأنّ الإنسان يحتاج أن يتعاون في مجموعات، تكون كلّ مجموعة فرعيّة فيها متخصّصة في عمل محدّد مما يوفّر رفاهيّة أكبر، فإذا كان ثمّة من لا يفعل شيئا غير الزراعة فإن إنتاجيّته ستكون أضعاف شخص يرزع ويربّي الحيوانات ويخبز ويطبخ… إلخ. ومع بلوغ البشريّة مرحلة الثورة الصناعية ظهر مفهوم اقتصاديّات الحجم، وهو مدخلنا إلى فهم الحقبة الاستعماريّة.
هل أصنعها أم أشتريها؟
خلال الاطّلاع على المصادر الآتية حاول التفكير في مسألة: إذا احتجتُ سلعة ما فهل أصنعها أم أشتريها؟ فكّر في أيّ سلعة عمليّة من القدّاحة إلى السيّارة أو الطائرة.
إذًا، المنطقيّ أن أشتري سلعة ما (سمّاعة مثلا) بدلًا من صناعتها، فصناعة سمّاعة واحدة تحتاج أبحاثًا، وخطّ إنتاج، وتجريبا، وتقنية، وموادّ أوليّة تشترى بكميّات كبيرة… إلى آخر ذلك، وهذا يجعل السمّاعة الأولى التي تصنعها باهظة الثمن، قد تصل إلى ملايين الدولارات. ولكي نخفّض التكلفة لا بدّ أن نصنع ملايين السمّاعات، فتصبح تكلفة السماعة الواحدة دولارين مثلا. أيضًا، لا بدّ لنا من سوق يشتري منّا الـ999999 سمّاعة الفائضة حتّى تكون صناعة السلعة الواحدة أفضل من شرائها.
وهنا تبدأ قصّة الحقبة الاستعماريّة، إذ احتاجت الدول الصناعيّة إلى أسواق وموارد، فكان الحلّ الأمثل هو احتلال الأمم الأخرى.
سؤال 1: كيف تستفيد الدول الصناعيّة من احتلال الدول الأخرى اقتصاديّا؟
الآن، نحن نعلم أنّ لعملية الكوليونيالية (ترجمت بالاستعمار مع أنّها ترجمة غير دقيقة) لها فوائد اقتصاديّة، ولنعرف أكثر عن الكوليونيالية سنشاهد الفيديو الآتي، وهو يحمل وجهة نظر غربية، أي وجهة نظر المستعمِر ذاته.
سؤال 2: هل توقّف اضطهاد السكّان الأصليّين لأمريكا الشمالية وتجارة الرقيق الأفريقيّ مع ما يسمّى الاستقلال الأمريكيّ عن المملكة المتّحدة؟
سؤال 3: ينظر كثير من المؤرّخين إلى الدعم الأمريكيّ المذكور في الفيلم بوصفه انتقالا من الكولونيالية الأوروبية إلى الإمبرياليّة الأمريكيّة، فما الفرق بين المفهومين؟
سؤال 4: هل ثمّة تشابه بين استقلال ذوي الأصول الأوروبية عن بريطانيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وبين ما يسمّى “استقلال إسرائيل”؟
سؤال 5: هل تتمايز الثقافة الأمريكية عن الثقافة البريطانيّة، بالدرجة ذاتها التي تتمايز فيها الثقافة في أمريكا الجنوبية عن ثقافة البرتغاليين والإسبان؟
سؤال 6: يدّعي الأمريكيون أنّ هلاك السكّان الأصليّين كان بسبب عدم مقاومتهم للأمراض التي جلبها الأوروبيون معهم، فلماذا لم يهلك السكّان الأصليون بالنسبة ذاتها في أمريكا الجنوبيّة؟
الوجه الآخر للكولونيالية
سنتناول الآن الكولونيالية من وجهة نظر المتعرّض للغزو، وهنا سنعرض مثال فرانز فانون
لكن من هو فرانز فانون؟
كيف نظر إليه الجزائريّون؟
ملخّص غربي عن بعض أفكاره
الاستشراق
الاستشراق مفهوم آخر مرتبط بالكوليونيالية في بلادنا وللتعرّف عليه إليكم هذا الفيديو:
إدوارد سعيد والاستشراق
سؤال 7: هل يرى الغازي المغزوّ على أنّه بشر مساوٍ له؟
سؤال 8: كيف درس الغزاة الشعوب التي غزوها؟ وهل كانوا منصفين؟
إليك هذا المصدر حول مؤسسة استشراقية متخصصة بفلسطين وحدها:
سؤال 9: لماذا حظيت فلسطين بهذه الأهمّيّة التي وصلت إلى تشكيل مؤسسة استشراقيّة خاصّة بها وحدها؟
لماذا احتلّت فلسطين؟
الآن لدينا من المعلومات ما يؤهّلنا للإفادة القصوى من هذين المصدرين:
فيديو لماذا احتلّت فلسطين
هذا الشريط من صناعة طلبة درسوا القضيّة وقرّروا وضعها في سرديّة متكاملة، من خلال جدارية اسمها “جداريّة بلفور من الأعلى”:
لدينا الآن صورة عن سياق الاحتلال، وكيفيّة حدوثه، وأسبابه.
سؤال 10: كيف يؤثّر هذا على رؤيتنا لطبيعة الصراع العربيّ الصهيونيّ؟
سؤال للتفكير قبل الجلسة القادمة:
كيف تحرّرت الأمم من الاحتلال؟ وهل تحرّرت بالفعل؟ من من البلدان تحرّر فعلا من الاحتلال وكيف؟